"الغارديان": تضاعف معدلات نجاة مرضى السرطان في بريطانيا منذ السبعينيات
تراجع الوفيات وتحسّن فرص النجاة
أظهر تقرير حديث أن معدلات بقاء مرضى السرطان على قيد الحياة في المملكة المتحدة تضاعفت منذ سبعينيات القرن الماضي، في ما وصف بـ"العصر الذهبي" لأبحاث السرطان، بفضل التقدّم الكبير في طرق التشخيص والعلاج، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وبحسب مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية (CRUK)، فإن نصف المرضى المشخّصين اليوم يعيشون لعشر سنوات أو أكثر، مقارنة بنسبة 24% قبل 50 عامًا، كما تراجع معدل الوفيات بين مرضى السرطان بنسبة 23%، من 328 إلى 252 وفاة لكل 100 ألف شخص.
السرطان لا يزال القاتل الأول
أكد التقرير أن السرطان لا يزال يتصدر أسباب الوفاة في المملكة المتحدة، متسببًا في وفاة واحدة من كل أربع حالات وفاة، ورغم التقدم، ما زال 460 شخصًا يفقدون حياتهم يوميًا بسبب المرض.
كشف التقرير أن التحسن لم يكن متكافئًا، إذ استفاد الرجال من تحسّن أكبر في معدلات النجاة منذ السبعينيات، لكن النساء ما زلن يحققن معدلات نجاة إجمالية أعلى. كما تختلف نسب التحسن بين أنواع السرطان، ما يشير إلى الحاجة لتكثيف الأبحاث المخصصة.
تشخيص متأخر يعرقل التقدم
سلّطت الدراسة الضوء على أن التشخيص المبكر لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا، حيث لم تتحسن نسب اكتشاف السرطان في مراحله الأولى في إنجلترا منذ نحو عقد، وأشارت إلى أن الضغوط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) تُؤدي إلى تأخر في بدء العلاج، ما يحد من فعالية التقدم العلمي.
تحذير من "بطء التحسن" رغم التقدم
قالت ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لـCRUK: "نحن نعيش حقبة ذهبية في أبحاث السرطان.. لكننا في الوقت نفسه نشهد أبطأ وتيرة تحسن في معدلات النجاة منذ 50 عامًا، وهذا غير مقبول".
ودعت إلى تدخل حكومي جريء، محذرة من أن حالات السرطان سترتفع بنحو الثلث لتتجاوز نصف مليون سنويًا بحلول عام 2040 إذا استمر هذا الاتجاه.
استجابة حكومية: "خطة التغيير تؤتي ثمارها"
قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في بريطانيا: "نشهد أعلى معدل لتشخيص المرضى في تاريخنا، وقد تم فحص 90 ألف شخص إضافي منذ يوليو الماضي، مع تشخيص أو استبعاد السرطان خلال أربعة أسابيع لأعداد غير مسبوقة".
إلا أن التقرير شدد على أن هذه التحسينات لا تكفي لمواكبة النمو المتوقع في أعداد المرضى.
تُعد المملكة المتحدة من الدول الرائدة في أبحاث السرطان على المستوى العالمي، إلا أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) تعاني من ضغط شديد بسبب نقص الكوادر والموارد، ما يؤثر على سرعة التشخيص وكفاءة العلاج، وتشير مؤسسة CRUK إلى أن الطفرات في التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي والجينوميات، تمهد لثورة في مكافحة السرطان، لكن تحقيق الفائدة منها يتطلب استثمارًا سياسيًا وماليًا كبيرًا لضمان سرعة التطبيق والعدالة في الوصول للعلاج.